(سيرة عن حياة المغفور له بإذن الله الشيخ /عبدالله بن صالح ابراهيم العواد )
رئيس هيئة الأمر بالمعروف بمنطقة عسير 

ولد عام 1333هـ في مدينة الهلاليه بالقصيم

 درس على عدة مشائخ منهم الشيخ عبد المحسن الفريح في البكيريه والشيخ العقيلي

 شارك مع الرعيل الأول من العسكريين في حروب بقيادة المغفور له الملك فيصل بن عبد

العزيز ثم عمل مع ألهجانه في مجال الأمر بالمعروف آنذاك عام 1350هـ ثم عمل بعد ذلك

في شركة ارامكو بعد ذلك أعير لشركة التابلاين ثم عاد للعمل في هيئة الأمر بالمعروف

والنهي عن المنكر وذلك في محرم عام 1373هـ رئيسا لهيئة الأمر بالمعروف بالقنفذه وفي

منتصف عام 1377هـ انتقل للعمل رئيسا لهيئة الأمر بالمعروف بمنطقة عسير وقد حرص

يرحمه الله على ان ينطلق الأمر بالمعروف بالكلمة الطيبة والموعظة الحسنة والرفق وقد

وفق باجتذاب العناصر المناسبة لهذا المرفق وكان يتميز بعدم التسرع والشدة وقد كسب

الجميع ليقفوا مع من يعمل بهذا المجال مما اكسب الهيئة سمعة طيبه جعل رئاسة الهيئة

تسعد أن يكون في أكثر من مناسبة الإدارة المثالية وكان لديه الاستعداد للنصح بأسلوب

حسن وكلمه طيبه .

 كان مقصد لكثيرا من القادمين من مناطق المملكة على وجه العموم القادمين من القصيم على وجه الخصوص .

 توفي يرحمه الله في السابع عشر من شهر ذو القعده عام 1417هـ


اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله
بالماء والثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقا الثوب الأبيض من الدنس
اللهم باعد بينه وبين خطاياه كما باعدت بين المشرق والمغرب



كتبها : ابنة عبدالعزيز عبدالله صالح العواد



-------------------------------------

واضاف العم عبدالله بن صالح بن على العواد \" ابومحمد \" مكة المكرمة
عن سيرة الشيخ فيقول :-

نشأ الشيخ عبد الله بن صالح بن إبراهيم العواد حياة عزيزة ينتابها الكرم والشجاعة وتقديم العون والمساعدة لكل من يحتاج غالى ذلك وتوفي رحمه الله في شهر ذوا لقعده عام 1417هـ ودفن في مدينة الرياض وكان لوفاته رحمه الله صدا كبيرا عند أهله ومعارفه وقد قارب عمره 83عاما .. وله في حياته ثلاث رحلات خارج بلدته وداخل وطنه الكبير .
1-الـرحـلـه الأولـى : حدثت في وقت مبكر من عمره حيث سافر إلى الحجاز ثم تعين جنديا عسكريا في جيزان ضمن فئة تسمى ( الهجانه ) وقد شارك بعض الحروب التي حصلت على الحدود حينذاك وقد توفي والده رحمه الله وهوفي رحلته .
2-الـرحـلـه الـثـانيـه : بعد عودته من الرحلة الأولى تزوج وبعد فتره ترك زوجته عند والدته وإخوانه وسافر إلى الرياض ثم الظهران في المنطقة الشرقية وعمل في شركة أرامكو ومن لباقته وذكاءه وحسن تصرفه وإخلاصه بالعمل أوجد له مكانة مرموقة فعين بأحد المناصب القيادية وكان يسعى لمساعدة الآخرين وحصل على ثقة رؤساءه وكان مخيمه معروف بالكرم والضيافة وله رحمه الله مكارم وأياد بيضاء على الآخرين .
3-الـرحـلـه الثـالثـه : عندما لم ينجح في ألزراعه مع أخيه الأكبر إلى الحجاز وتعين عضوا بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بجده ثم نقل رئيسا لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالقنفذه ثم رئيسا عاما في عسير,وقد قوبل من بعض الجهال في القنفذه وعسير بالاستنكار إلا أنه باتزان عقله وحسن تصرفه ولباقته وكرمه ودماثة أخلاقه ومحبة الجميع ملك عقول هؤلاء وأوضح لهم أن رسالة الأمر بالمعروف والهي عن المنكر رسالة توضيح وتثقيف وتعليم فقد صحح هؤلاء مفهومهم وسعى هو لتعين بعض المعتلين منهم بالهيئة الكثير من هؤلاء لازال بالعمل وأنا شخصيا أعرف أنه طوال حياته رحمه الله كان يتفقد أحوال جيرانه ومعارفه ويقضي حوائجهم بالدعم المادي والمعنوي ويواسيهم ويخفف من شدتهم,وقد توفي رحمه الله وهو يصرف أموالا شهريه على بيوت معروفه وله في هذا المجال مواقف كثيرة لاحاجه في
ذكرها .. مكث في أبها مده طويلة وعندما توفي ابنه الأكبر صالح رحمهما الله ترددت حالته الصحية وبالرغم من أن بقية أولاده جدوا واجتهدوا في علاجه الا أنه لا رد لقضاء الله سبحانه وتعالى ثم توفي رحمه الله كما أسلفنا .
بعض المواقف النادرة التي حصلت في حياة المرحوم ..1-

المـوقـف الأول : عندما كان يعمل جنديا بالهجانه في جيزان كانت المعيشة صعبه جدا رواتبهم الضئيلة لاتصرف إلا بعد فتره طويلة وبعض الأوقات تصرف لهم مالية جيزان مقابل الرواتب أكياس من الملح الوطني المستخرج من مملحة جيزان البدائية التي تحت تصرف المالية فأتفق هو وزملاءه مع المسؤول في المالية بإيقاف البيع من المملحة حتى يبيعوا ماصرف من الملح مقابل الرواتب وهذا ماتم تنفيذه .
2- المـوقـف الثـانـي : عندما كان يشارك أخيه الأكبر في المزرعة بعد عودته من الرحلة الثانية كان لهم مزرعة بأحد نواحي القرية وكانت الحياة صعبة جدا وكانت الأسرة مكونه منه وأخيه ووالدتهم وإخوانه وأخواته وزوجة أخيه الأكبر,وفي أحد الأيام حضر بعد المغرب إلى المزرعة فقابلته والدته وهي تبتسم فقالت له عشانا إلي عشانا اليوم قرع ( جبا ) ماعندنا غيره. فقال لها أنا أحب القرع فأحضروه وأكل معهم ثم انسحب بهدوء وذهب إلى تاجر القرية الوحيد فقال له أريد منك دين إلى أجل أريد تمر وعيش .
فرحب التاجر بذلك لأنه يعرف صدقه ووفاءه وأخذ طلبه ووضعه في مسكنا لهم بجوار مسكن التاجر وأخذ شيء من التمر والعيش وذهب راجلا إلى المزرعة فأعطاه والدته وقال كولو التمر ثم اطحنوا العيش وصلحوا عشاء وتعشوا وتم ذلك وشاركهم .
3-المـوقـف الثـالث : عندما كان المرحوم في المنطقة الشرقية ( الظهران ) كما أسلفت عمل بشركة أرامكو وبذكاءه وسرعت فهمه للعمل ونبله ولطفه في المخاطبة وكرمه عين لأحد الفرق وكان سخي بماله ومشورته وأخلاقه وكان مخيمه علما ومزارا لجماعته ومعارفه وقد جد واجتهد في تشغيل الكثير منهم في الشركة وحاز إعجاب المسئولين ورضاء العاملين .
4- المـوقـف الـرابـع : عندما تعين رئيسا لهيئة الأمر بالمعروف بالقنفذه عام 1373هـ تقريبا كان أمير المنطقة آن ذاك الشيخ إبراهيم بن عبدا لعزيز بن إبراهيم ورئيس المحاكم فيها الشيخ إبراهيم بن راشد الحديثي رحمهم الله وسدد خطاهم.
فبأخلاقه وطموحه وكرمه انسجم مع الأمير والشيخ وكانت كلمتهم واحدة وتم الاتفاق والتفاهم فيما بينهم وكانو يدا واحده لفعل الخير وقمع الشر وأهله وبعد فتره اجتمع هؤلاء المسئولين الثلاثة كل على منصبه في أبها واستعادوا ماكانوا عليه سابقا وساد بينهم الود والتفاهم والوئام .
المـوقـف الخـامـس : عندما كان يزاول العمل في أبها كان ذا طباع طيبه وكرم واحترام للآخرين ويقدر ظروف أصحاب الظروف ففي أحد الأيام ذكر له أحد رجال الهيئة أن هناك شاب يعرفه هو حصل منه بعض المخالفات البسيطة في السوق فطلب رحمه الله حضور الشاب إلى مكتبه,ولما علم الشاب بذلك استكبر الأمر وخشي أن ينقل ذلك إلى والده,حضر الشاب إلى مكتب العم فرحب به وأكرمه وقدم له القهوة والشاهي والطيب ثم ودعه ولم يقل له شيء وبقي هذا سرا لديه. يقول الشاب أن هذه المعاملة أثرت في نفسيته أكثر من لو أنه نصحه أولامه .
6- المـوقـف السـادس : في أحد الأيام سرقت أحد سيارات العم وبعد أن القت شرطة أبها القبض على السارق أخبروه فذهب إلى الشرطة وطلب مقابلة السارق فقال له لماذا سرقت السيارة ؟؟
قال له والله ماعندي شيئ فقلت استفيد منها أو ابيعها وأسدد بعض ديوني وأصلح بعض احوالي وأحوال العائله,ولما تحقق من صحة قوله قال له هي لك ولم يغادر مركز الشرطه حتى أطلق سراح السارق بكفالته .
7- المـوقـف السـابـع : كان رحمه الله علما في عسير وكان بيته مزارا وملاذا للقاصي والداني ومستضافا لكل من يعرفه أو سمع عنه وقلما يحضر زائرا إلى أبها للسياحة اوالعمل إلا ويكون له صله فيه,في أحد المواسم زار أبها أناس من الجماعة سائحين وأضمر بأنفسهم أن لايتصلوبه إلا عند آخر لحظه من عودتهم في اليوم التالي لسياحتهم حضرو الى منزله للسلام عليه فرحب بهم وأكرمهم وبطريقته الخاصة علم أين يسكنون فأرسل أحد رجاله الى موقع سكنهم وسدد ماعليهم من إيجار ونفقه ولم يشعروا هم بذلك ثم حاول ضيافتهم ولم يتم ذلك ثم ودعهم وعندما أرادو تسديد حساباتهم قال صاحب المحل حسابكم سدد من قبل فلان .
8- المـوقـف الثـامـن : شخص أخر وصل الى أبها بعائلته سائح ومعه سيارته فيها جميع ملزوميات السفر فأختار أحد القرى المجاورة لمدينة أبها ونصب خيمته بين الأشجار لأقامه فيها عدة أيام وعزم أن لايزور العم آلافي آخر أيام الرحلة . وفي صباح أحد الأيام زار العم في منزله ورحب به كعادته وضيفه وأكرمه بطريقته المعهودة علم أين موقع المخيم وذهب مودعا له على أنه سيعود من رحلته في الصباح الباكر وبعد عصر ذلك اليوم ذهب العم رحمه الله ومعه سيارة وانيت قد حملها من
كل مالذ من الأطعمة والمقاضي المنزلية ووصل الى المخيم ولم يجد فيه سواء العفش فنزل المقاضي داخل المخيم وربط خروف معه في مدخل المخيم وعاد لمنزله وفي الصباح الباكر جهزوا الفطور والقهوة والشاهي وذهب الى المخيم فوجدهم فأفطر جميعا ثم ودعهم .

هذه مواقف قليله من المواقف الكثيرة في حياة المرحوم الذي تنبع منها روائح الكرم والشهامة والتقدير والاحترام وجميعها توحي الى أن هذا الرجل جبل من صغره على الكرم وحسن الضيافة والسماحة ومعاملة الناس بالحسنى وكل نواحي سيرته في حياته تدل على رزانة عقله وسعة خلقه وكرمه وحسن تواضعه وذكاءه وكل من يعرف هذا الرجل أو له صلة به لديه الكثير من المواقف الحسنه ولو أردنا حصر مواقفه في حياته لكل القلم عن كتابتها وضاق متسع الورق عن استيعابها رحمه الله رحمه واسعة وأسكنه فسيح جناته وعزاؤنا أنه خلف عدد من الأولاد فيهم الخير والبركة فسلكوا سيرته ونهجو نهجه واهتدوا بهداه بارك الله فيهم وغفر لنا ولهم وأصلح للجميع النية والذرية وجعلهم خير خلف لخير سلف

معذرة لأولاد المرحوم ولمن يعرف عنه الكثير إذا حصل مني خطأ في التعبير فأنا بشر وكل البشر معرض للخطأ والنسيان والله المستعان وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين .

أبـو محمـد العـواد
مكـه المكـرمـه



[/color]